أخبار عاجلة

“لنظام الذي أسقطناه والنظام الذي نريده” حوار مع م / وليد المصري مؤسس حملة تمرد سابقا

احجز مساحتك الاعلانية

كتبه : أميرة شوقي
-كيف ترى مصر في هذه المرحلة ؟
تمر مصر في الفترات الاخيرة بحالة من الارتباك علي جميع الاوساط تجعل المواطن البسيط يشعر بها ! ففي وطني لا يمكنك التنبؤ بما سيحدث في مصر غداً – في لمح البصر يمكن أن ترتفع الاسعار او يهبط الدولار ثم يعاود الصعود في نفس الوقت .
الجميع ينتظرون وفقط – حالة ترقب تعصف بجمهورية مصر العربية من القمة للقاعدة – الرئيس ونظامه السياسي ينتظرون استقرار اوضاع واي انجاز يمكن تقديمه للشعب والمعارضة تنتظر اي تقصير للحكومة والرئيس الجديد والشعب ينتظر كلامهما لكي يقدم حلول سريعة وناجزة لتحقيق أمالهم في وجود حد أدني من الحياة الكريمة .

-وماذا عن القوى المدنية والسياسية ؟
مؤخرا التقيت بالعديد من أصدقاء العمل الوطني ورفقاء النضال لكي أعرف ما يدور داخل كواليس القوي المدنية .. هل يوجد حزب أو رمز وطني قادر علي طرح حلول ومشروع واضح مع مقدرة تنفيذه بشكل يضمن سلامة واستقرار المجتمع .
في الواقع الجميع يتحدث عن ضرورة التغيير – الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية تتدهور ورأس الدولة يخرج ليعترف أمام المصريين أن الوضع سئ وسيزداد سوء وهذه ظروف مصاحبة للاصلاح الاقتصادي .

-وكيف كانت نظرتهم لهذا التغيير ؟
بعد عملية عصف هني لأكثر من مجموعة من شباب استطعت أن احصر سيناريوهات التغيير من وجهة نظر معظم القوي والحركات والاحزاب الفاعلة في الحالة السياسية .
سيناريوهات التغيير :
يتزايد الحديث عن سيناريوهات التغيير خاصة مع اقتراب انتهاء الدورة الاولي من ولاية حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي – وبعد أن تحققت تقريبا نفس السياسات التي طرحها مرسي وقبله مبارك وهي الاستدانة من الخارج والغاء الدعم ورفع الاسعار ذلك بالتزامن مع ارتفاع جنوني في سعر الدولار , وبجانب الحوادث الارهابية الاخيرة التي واجهت النظام السياسي الجديد الذي جاء بتفويض شعبي لمواجهة الارهاب – فانت امام حالات من الاخفاق اللهم مساحة الاستقلال الوطني التي زادت مساحتها في فترة حكم الرئيس السيسي .
1 – عودة نظام مبارك
رجال الاعمال الذين تربطهم علاقات مصالح مباشرة بنظام مبارك مع كوادر من الحزب الوطني يمارسون عملية جلد لذات المجتمع من خلال التعذيب النفسي واللوم المستمر , وذلك بعقد مقارنة بين مبارك وعهده حيث المجانية والدعم وبين الواقع الاقتصادي المتدني , وعلي طريقة سيدنا موسي اقتلوا انفسكم كي يتوب الله عليكم !
2 – عودة حكم الاخوان
المتحدثين باسم ربنا هكذا تري جماعة الاخوان نفسها وكل تيار الاسلام السياسي , فهم يؤمنون ان ثورة 30 يونيو هي انقلاب عسكري , وكأن الملايين التي نزلت الشوارع فوتوشوب , والاخوان يستخدمون استراتيجية الهجوم علي الجيش بمنطق انهم الجماعة الوحيدة المنظمة البديلة – ولذا لا تجدهم ينتقدون اوضاع الشعب المتدهورة او يقومون بدور مساند او حتي طرح سياسات بديلة ولكنهم فقط يصارعون علي الكرسي ويسخرون كل طاقاتهم في هذا .
3 – طرح المناضل حمدين صباحي أو الدكتور محمد البرادعي
باعتباري خريج مدرسة الوطنية المصرية ( مدرسة جمال عبد الناصر ) استطيع تأكيد ان هناك كتلة كبيرة جداً من التيار الناصري يطرحون السيد حمدين صباحي المرشح الاسبق لرئاسة الجمهورية باعتباره رمزا وطنيا شارك في الثورة وقريب من جيل الشباب في نفس الوقت , والتيار القومي العروبي ودوائر شبابية اخري هي من تطرح اسم حمدين .
4 – مجلس رئاسي مدني
يتجدد طرح فكرة المجلس الرئاسي المدني من قبل حركة 6 ابريل وهو اقتراح قديم وثابت من شباب الحركة بجبهاتها المختلفة … ويري شباب 6 ابريل ان فكرة مجلس رئاسي مدني هي ضمانة لوجود رقابة جماعية ومشاركة جماعية من الجميع .
النظام الذي أسقطناه والنظام الذي نريده :
هل الثورة حدثت ؟ الاجابة نعم مرتين في 25 يناير و 30 يونيو حيث خرج الملايين بشكل راقي وسلمي يرفضون وضع سياسي معين ويطالبون بسياسات واضحة – هي الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية والاستقلال الوطني والقضاء علي الاستبداد بكافة اشكاله سواء استبداد باسم الدين او الوطن او الوطنية .
هل الثورة انتصرت ؟ الاجابة لا – الثورة ستنتصر حينما يتغير المجتمع جذريا – سياسات الدولة والنظام المعارض وسلوكيات الشعب وهذه المسألة تتطلب الكثير من الوقت , ودورنا هو تحديد وخلق وتجديد وابتكار أدوات لتمكين الاهداف التي ناضل الشعب من أجلها وضحي بدماء أبنائه في سبيلها . تحقيق حلم الشهيد أهم من الثأر لروحة في زحمة الاحداث .
إلي كل المطالبين بثورة جديدة – أيها السادة يجب أن نعي أن الثورة وسيلة وليست غاية – فما الداعي من ان تضع نفس المتفاعلات وتعرضها لنفس المؤثرات ثم تنتظر نتائج مختلفة .
إن هدفنا جميعا كجيل الثورة من الشباب هو التغيير الجذري في المجتمع – من التخلف نحو التقدم ومن الظلم والاستبداد الي العدل والمساواة وتكافؤ الفرص .. من الاستبداد والاستغلال الي الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية

-لماذا لم تتحقق أهداف الثورة (25 يناير / 30 يونيو ) ؟
إن هذا الجيل الذي كان وقودا لثورة 25 يناير و 30 يونيو دخل الشارع السياسي علي خلفية الدفاع عن القضايا الاجتماعية والاقتصادية أكثر من التحيز لفكر أو جماعة أو حزب أو تنظيم .
ولذا فقد استطاع الشعب بسواعد أبنائه من إزاحة نظامين وهم نظام مبارك وجماعة الاخوان وهي المعارضة الرسمية لنظام مبارك . ولكن بعد استقرار الاوضاع ومرور خمس أعوام علي الثوررة المستمر وجد الشعب نفسه أمام واقع أكثر صعوبة من الوضع الذي ثار عليه , وهنا بدأ التفكير من جديد في استدعاء قوي الثورة لكي تؤدي دورها وترسم ملامح الطريق .

-اذن فما هو الحل من وجهة نظرك؟
في وجهة نظري المتواضعة التي تتناسب مع خبرتي البسيطة في الحركة الوطنية المصرية أستطيع أقول .. ان حل مشكلة عدم تحقيق أهداف الثورة ليس مزيداً من الثورة .
إن قوي الثورة قد تمتلك القدرة علي الحشد في بعض الاحيان التي يتهيأ فيها الظرف الموضوعي ولكنها غير قادرة علي تجاوز مرحلة إسقاط نظام واقامة نظام بديل .
الحل لمشكلة ضعف وترهل قوي الثورة هو بناء قوتها الذاتية , ونشر أهداف ثورة مصر حتي تنتصر الثورة في نفوس المصريين ونقوم باقناع الاغلبية بمشروع وطني مشترك للثورة من خلال الفن والثقافة والادب والشعر والثبات علي الموقف والدفاع عن الاغلبية من الشعب .
لن تستطيع الثورة ان تنتصر بدون إستعادة شعبيتها أولا وبناء كيان مؤسسي قوي قادر علي تذويب الجميع والقفز فوق الايدلوجيا والاختلاف المذهبي والعقائدي .
الحل ليس في هدم نظام قائم أو تغيير أشخاص واستبدالهم بأشخاص اخرين – الحل لمشكلة الوطن هو استبدال سياسات تؤدي الي افقار وتجويع واهدار كرامة المصريين واستبدالهم باستقلال يقضي علي التبعية وعدالة تقضي علي الفقر وتضمن توزيع عادل للثروة وحرية رشيدة تغلب التطرف والشذوذ الفكري .
الحل ليس في إسقاط مزيداً من الأنظمة
الحل هو البدء في بناء النظام الذي نريده

تحيا مصر
عاشت مصر حرة مستقلة
الحرية للجماهير
قام بالحوار :أميرة شوقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى